أما الحالة تيجي .. !: July 2009

Friday, July 10, 2009

التأبين الآخير ..

ما سأكتبه الآن خارج السرب .. فـ كل العصافير قد طارت !
صاحبة هذا البلوج قد ماتت ,. و أوكلت لي مهمة كتابة الوجع التالي :

قبل خمس سنين او ربما اكثر فأنا لا اعلم بدقة كم من الوقت قد استنزفت كي تأتي النهاية على هذا الشكل المحزن والباهت ..
كانت قد أحبت رجلا ليس من المفترض أن تحبه .. ففي رأيي أنها قد اذنبت في حق نفسها ومن حولها وخصوصا اذا كانت حياتها معلقه بيد رجلٍ آخر .. لكن وبلا ارادة انساقت تماماً رغم أن لا احد سيبرئها حتى هو .. و أنا ايضا !
لست اقول أنها خيانة كاملة لأنها ما أن احبته حتى تمردت تماماً على اي شيء قد يذكرها بما تفعل .. كانت تتهرب من جميع مايجعلها قبيحة في عينه .. وبالاحرى ليس عينه هو ..لنقل عين الحب ! كما رسمت او عرفت معنى الحب على يديه ..
في البدء قد تكون ترادوها بين الوقت والآخر لحظات احساس بالذنب .. لكنها تجاوزت ذلك كله بعد ان انغمست كليا فيه .. واصبحت جزءا منه .. رغم انه و إن كان قد احبها فلم يكن يبادلها كل اهتمامتها ..
ف انا اعرفها تماما كيف كانت منكبه على الأدب واللغة والدين والفلسفه بشكل عام .. حتى اصبحت شخص آخر منغمس تماما في اهتمامات اخرى غير التي اعتدت ان اراها عليها .. الكرة والزمالك .. الفن والاغاني .. واشياء كانت نوعا ما اقرب للجهل فيها ..
سأختصر الكثير من الحزن في ثلاث سنين .. إلى ان ماجعل الامر اقرب للجديه منها وبأنها لم تعد ترى الامر فقط مهربا من حياة لم تخترها ..حينما دخل شخص ثالث بينهما اقوى منها كثيرا .. ورأت كم ان كثير من البكاء والالحاح احيانا كثيرة لن يجعله يتراجع في فعل شيء لأجلها ..
لربما فعلا كما ذكرت لي انها كانت السبب في دخول هذا الشخص الى حياتها .. لكنها كانت صغيرة ولم تكن تعرف تماما انها ستجرب الخيانة ايضا .. رغم انها كانت تناقض نفسها حينما تركن الى حضن امها بالاشهر فقط لكي تكون طاهرة من اجل هذا الحب ..وكيف كانت تحاسب نفسها حتى على مجرد حديث بسيط على هذة الشبكة مع غرباء ..قامت بمسح كل من قائمتها دون ان يطلب هو كل هذا الاهتمام منها .. وإن كان يحلف كثيرا انه يحبها .. وربما يكون صادقا .. لكنه ابدا لم يكن يشعرها بانه اهله وسكنه و زوجته .. او انها حبيبته التي لا يرغب بان تكلم احدا غيره .. و رغم هذا كان تنساق كثيرا نحو ماتشعر به ..ثم تعاتب قلة حبه لترى وجها اخرا منه .. وتستلم اخر الامر حينما يريها كم انه لا يحب ان يسمع منها ماهو وكيف يحب ..
في الايام الاخيرة .. كانت قد مرضت المرض الاخير .. بعد سماع خطوبته بمن هي اقوى منه .. لكن الغريب في الامر ..ان الوقت الذي كانت قد سمعت هذا الخبر كان اكثر وقت مستبعد للخيانة ..
فهي رغم غيرتها وشكها الكثيرين .. قد شعرت ولو قليلا انه يحبها .. في كل مكالمة حينما تخبره انها ستقف بجانبه وانها لا تحب ان تسمعه بصوت خافت .. فقلبها لن يحتمل ان يكون حبيبها حزين .. لكنه لم يكن يخبرها الا بشيء لم تدركه الا بعد ان عرفت بموضوع خطوبته .. كان يخبرها انه لا يستحق كل هذا الحب والدلال .. وبانها تعذبت كثيرا معه .. كانت تفرح كثيرا حينما تشعر ان حبيبها اخيرا قد احس بها .. لم تكن تفهم ان مغزى كلامه .. بانه قد خطب اخرى .. وحتى و إن كانت هي ذاتها تحبه حبا حراما اصلا .. فقد نست تماما ماهي ..وانساقت نحو ماتريد ..وكانت تاخد خطواتها تدريجيا .. حتى تنفذ ماتحلم به فقط حينما تشعر انه حقا ذا نية صادقة .. وبانه قادر على التضحية والمواجهه .. لكنها كانت تشعر بضعفه .. وبانه لن يفعل شيء لاجلها فيه شيء من التعب .. لذا كانت تستسلم للقدر والظروف اكثر فأكثر ..
اليوم الذي قد عرفت بامر خطوبته كانت ليلتها قد اتصلت بها واشعرها كم انه يشعر بالهم ..لكنها اخبرته بانها تحبه ويكفي ان يكون قادرا على ان يشعر بها فذلك يسعدها ..
كان قبلها ايام لا تستطيع الاتصال به دون سبب .. وفي يوم قد سمعت كلمة مبروك كثيرا وبالصدفه .. خصوصا انها قد اتصلت ذات مره به وقد سمعت الحديث الدائر بينهم وان هناك نساء يضحكن .. احست ان شيء غريب لا تفهمه .. لكن بعد مكالمته تلك الليله ازال اي شك وحزن وبانه بالفعل يحبها ..
اذكر انها قامت ترقص .. وفجأه رأت خطيبته قد دخلت " الماسنجر " بصورة لهم هم الاثنين .. صورة اشبه بالوهم .. لم تصدق ابدا انهم هم فعلا .. سألت صديقه .. سألته كان نائم ولم يستيقظ لاجلها !
ومنذ ذلك اليوم وهي تعاني اكثر فاكثر في اثبات انها تحبه اكثر فلماذا فعل ذلك بها رغم انها رمت بالجميع وراء ضهرها ..
هل هو عقاب الله .. وهل الله يعاقب العاصين كل هذا الحد ؟ اذا لما كل هؤلاء الجبابرة متروكين حتى يوم مماتهم ..
اذكر انها كانت قد تعلقت بقصة النبي يوسف عليه السلام .. وكم كانت خائفه ان تموت قبل ان تنتهي من معرفة كل تفاصيل حكايتهم .. لربما انها كانت ترا الامل في هذة القصة القرآنيه .. التي لا يمكن ان تكون وهما اوتأليفا من مشاعر انسان قد تكون كاذبة
رأت في نفسها " زليخة " التي احبت رجلا ليس لها .. رغم انها لم ترى فيه يوسف .. في صبره وصمته وعفته ..
زليخة التي حبها جعل منها ان تترك عبادة الكفر الى وحدانية الرب .. حبها الذي جعل منها حديث اهل مصر وهي تهيم في الشوارع بحثا عنه .. وكيف بذلت اموالها للناس واصبحت من ذات عز وغنى الى ذات فقر و ضعة .. وفقدت بصرها من البكاء كل ليلة لفراقه ..كانت تريد ان تعرف النهاية تماما كـ حال زليخة .. التي بدأت تفقد الامل تدريجيا وبدأت تخاف ان تري وجهها ليوسف .. بعد ان تكالبت عليها الايام واصبحت عجوز و قبيحه .. بعد ان كانت اجمل نساء مصر
حتى عفا اللي عنها ورحم حزنها وارسل ملائكته الى يوسف أن احبها وتزوجها فقلبها ابيض قد تاب .. وقد ترفعت عن ذاك الحب المبتذل الشهواني لك .. الى حب عفيف .. اوصلها الى حب الله ..
حتى تزوجها ومسح على آلام سنين مضت .. فأحال كل اثار الدموع والسنين في وجهها الى وجه ذا عشرين ربيعاً ..
لكنها إن كانت زليخة .. فهو لم يكن يوسف .. وإن لم تكن زليخة فهي تعرف انها احبته اكثر مما يجب .. واكثر مما يحب هو ايضا ..إلى ان قررت ان تأتي له من بلد إلى بلد حاملة معها ما يعينه على امور حياته .. قدر ما تستطيع ..
وفقط لكي تعيده اليها ..بعد أن احست انه قد بدأ يتركها شيئا فشيئا .. وبأنه هددها كثيرا بقطع علاقتهم لاقل مشكله .. وكم مرة اسمعها بانه يحب خطيبته ولا يحبها .. لكنها بأنها موافقة على اي حال معه فقط ان يجعلها بجانبه .. كـ دميه او اي شيء ..
ذهبت اليه .. لكن القدر شاء ان يعرف هو كل شيء .. عن حياتها وهكذا كان هو قد وجد خيطاً قويا يستند عليه في ان يبتعد عنها متى ما قرر ..دون ان يشعر بالذنب لكل ما مرت به .. فهو كما يود ان بخبرها انه ليس مجبرا ان يبقا معها .. وان ذلك كرماً منه
بدأت تشعر بالضعف اكثر .. وأن كل ما تحلم به كان هو يهدمه ببساطه .. بكلامه وقله اهتمامه ..بضعف حيلته .. وبأنه فعلا نسي مامضى بينهم لولا انها احيانا تذكره .. اصبح فقط يعيد كلامها .. حينما تخبره انها تحبه ..يقول وانا ايضا ..
اخر ايامها اصبحت تشعر انها شيئا ثقيلا عليه .. نعرف نحن حينما نصبح ثقلاء على احد .. ليس في حال الرخاء .. بل في حال الشدة والهم .. حينما نحب شخص نحبه اكثر في حال الشدة .. ولكن حينما نعطف على شخص .. فنحن نحبه حال الرخاء لكننا نكرهه ان ضيق علينا
تماما كـ شحاذ .. قد نعطيه قليلا من المال حينما نرغب بذلك .. لكن حينما يطلب منا انه يحتاج شيء يسد به جوع اسبوع كامل .. نشعر بالضيق والاختناق انه يطلب منا مالا ننوي فعله ..
هو ليس بكل هذا القبح .. هو قد يكون سيئا جدا معها لانها لم يحبها رغم ما عملته لاجله .. وطيبا ومنقادا ويعرف مسؤولياته مع اخرين دون ان يكون بأمرٍ منه .. فقط لانه يريد ذلك .. وتماما كالمحسن على ذلك الشحاذ حينما يشعر انها مسؤوليته تجاه ضعاف الحال في وطنه ..
بدأت تشعر انه دموعها وصلاتها لا طائل منها .. اشتركت عبر النت في سلاسل دعويه تستمر لمدة اربعين يوما كلما انتهت من سلسلة ابتدأت باخرى تلزمها بالصلاة والدعاء وقضاء الحاجات ..
علها تهدأ .. علها ترى مايسكن روعها والمها .. فلم يعد اباها يحبها ويكترث لامرها بعد ان عرف بحقيقة ماجرى منها .. وكيف انتهت امورها بالخذلان وسوء الوجه له .. وانها عادت اليه ذليلة ليس كما رباها او كما يظن ذلك ..
اذكر ذات مره قالت لي ..انها اخبرته هي خائفه ان زواجه بها وبعد سنين يتحول ذلك الى حب بينهما وينسى امرها .. وحينما نموت جميعا ويسألنا الله عن الشريك الذي نريد ان نبقى معه .. ان اختاره هو في حياتي الاخرى .. ويختارها هي .. فكان رده انه يحبها ..
حاولت كثيرا ان تتظاهر انها صديقة كما يتمنى ذلك ..ليس لها الا محادثه دقيقه او دقيقتين كل يوم انه مازال على قيد الحياة .. لا يهم ماذا كنتِ من اجلي ومااذا فعلتِ .. فقد انتهى وقتها فقط لانه لا يريد مثلا ان يرى كلمه " اف " صغيرة حتا منها او اي اعتراض ولو بسيط منها
فهي الآن لا شيء .. لا شيء
ركنت الى شخص اخر كانت ترى فيه جزء منه .. قد عرفته عن طريق النت .. لكن هذا الامر بدا كئيبا جدا في نهايته وقد خافت على هذا الشخص ان تكون سببا يؤلمه ..فهي حقا قد قدرت اهتمامه وحرصه عليها وقررت ان تبتعد عنه فقط لكي لا تؤذيه ..
النهاية كانت غير متوقعه ومفاجئه .. بعد آخر اتصال بينهما كانت قد وصته ان يقوم بارسال ولو مسج قبل سفره وبعد ان يصل..
لم تكن تريد ان يتصل بها ويقول لها كما كان يفعل من قبل .. اني سأنهي رصيدي معك قبل ان ارحل من هنا .. فهي لم تعد تملك معه شيئا .. جردها من كل شيء ورحل .. لكنها قالت له بصوت خافت .. لا اريد ان اوصيك كثيرا ف انا دائما ما اوصيك بي وانت لا تفعل شيئا ..فابتسم ابتسامه صفراء وقال .. اذن لا توصيني و سكت .. هكذا باسلوب مقتضب وبالفعل لم يرسل شيئا
طارت طائرته ووصل الى اهله ومن يحب .. انتظرت هي حتى الصباح ان تسمع منه كلمه .. جربت ان تتصل لكن التلفون مغلق .. جربت ان تتصل برقمه القديم رد رجل اخر ..
في الصباح وصلها مسج يقول .. هذا رقمي مؤقتا .. واخر المسج اسمه ..
هكذا كالغرباء اصبحت .. وكأي شيء لا قيمة له .. قررت ان تنام بعد ان اطمأنت انه قد وصل .. قررت ان تموت مطمئنه انه لن يبكي عليها ابدا وبأنها وإن كان لا يعلم .. لم تكن سببا يحزنه .. ولن تكون - حتى موتها - سببا يحزنه .. فقط لانها احبته